- في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة في العالم بأكمله .. وليس في المجتمعات العربية فقط .. فقد كان من الطبيعي أن يحدث أحد أمرين خطيرين في حياتنا الاجتماعية ..
- الأمر الأول : هو ارتفاع سن الزواج بالنسبة للجنسين ونسبة العنوسة بشكل مخيف .
- الأمر الثاني : هو قلة فرص الزواج عما كانت عليه من قبل.
- لكنني لا أريد أن أناقش هذه الأشياء .. لأنها لن تنتهي ... لأن الظروف الاقتصادية لن تتغير للأسف .. بل إذا تغيرت .. فإنها ستتغير للأسوأ .. وهذا هو الواضح في العالم بأكمله.. ظروف اقتصادية سيئة .. مجاعات .. حروب.. طبقات راقية تتمتع بكل الصلاحيات ...طبقات متدنية لا تجد حتى ما يسد جوعها..
- لكن الشئ الجديد الذي أحتاج إلى مناقشته ..بل ويتطلب دراسة نفسية واقتصادية..هو "ارتفاع معدلات الطلاق" لدرجة جعلت منها ظاهرة .. تستحق البحث والدراسة ومحاولة اقتراح الحلول ...فضلاً عن أن الكثير من البيوت الجديدة لا يمكنها أن تتحمل المسئوليات والعواصف أكثر من أشهر قليلة.
- والشئ الغريب حقاً والذي يدعو للدهشة والحيرة..أننا في زمن لا يمكن القول بأن الفتاة تٌجبَر على اختيار شريك الحياة ... بل إن أغلب بيوت الزوجية تقوم على الاختيار ...إن لم تكن بعضها يقوم على أساس من العاطفة المتبادلة .
- وكان من المفروض أن تكون هذه ضمانات لاختيار سليم من ناحية.. ولاستقرار بيوت الزوجية من ناحية أخرى.
- لكن إذا نظرنا إلى ما يحدث الآن.. فسنجده عكس ذلك تماماً.
- وعندما نظرت .. شعرت أنه من المؤكد أن هناك أسباباً موضوعية لهذا الفشل ..لأنه أصبح الآن فشلاً متكرراً . وإنني أتصور أن المسائل المادية لها دخل
كبير في هذا الانهيار...خاصةً بالنسبة للزيجات التي تقوم على قواعد مادية صِرفة..
- وحينما فكرت في هذا الأمر .. تذكرت ما حدث في إحدى المسلسلات المشهورة.."لن أعيش في جلباب أبي"
..عندما تزوج ابن الوزير من بنت تاجر الخردة .
وقد اتضح بعد فترة قصيرة أن هذا الزواج كان دافعه مادياً ... يتمثل في طمع ابن الوزير في ثروة والد زوجته.. لكنه عندما اكتشف أن المسألة ليست كما يتصور .. وأنه لن يتمرغ في النعيم .. فإنه قد قرر أن ينهي هذه الزيجة .. رغم أنه هو الذي سعى إليها وألح فيها.
- وبعد تفكير طويل .. لاحظت أن هذا النموذج وغيره من النماذج الكثيرة المشابهة يؤكد أن من الصحيح أن يقوم الزواج على أساس الاختيار.. لكنه من الصحيح أيضاً وبنفس الدرجة أن يستهدف الزواج المنفعة المادية.
_ فالنظرة المادية قد شغلت الناس جميعاً .. وتوغلت إلى قلوبهم أيضاً..
ولم يعد أساس الاختيار هو مواصفات وخصائص ومميزات الولد أو البنت .. لكنها مواصفات الأهل وما يمكن أن يقدموه إلى الطرف الآخر.
فإذا لم يكن الأهل عند حسن الظن ..فإنه لا داعي للاستمرار في زواج لا يحقق أهدافه.
- وعلى الجانب الآخر ..فإن هناك قضية نفسية مهمة بالنسبة للشاب بالذات.. وهو أنه إذا لم يتزوج في سن معقولة .. فإنه يفقد مقومات الرجل الصالح للقيام بمسئوليات بيت وأسرة .. لذلك فإنه ينتهز أول "فرصة خلاف" بينه وبين زوجته لكي يعود إلى قواعده لأنه غير قادر على تحمل المسئولية.. وقد يعود هو سالماً لأنه لم يخسر أي شئ.. لكن من المؤكد أن الطرف الآخر يفتقد هذه السلامة لأنه يعتقد أنه لم يذنب ذنباً يستحق معه هذا العقاب الشديد بالانفصال وهدم البيت وجرح
المشاعر وإهدار الكرامة وقتل الحلم بالاستقرار والسكن والمودة والرحمة.
- باختصار شديد..لقد أصبح الزواج غالباً قائماً تحت ستار من الأكاذيب والخداع أو تحت مظلة الطمع أو دون رغبة حقيقية في قيام بيت وأسرة مستقرة قادرة على مقاومة العواصف والأزمات..لذا فإنه لا يلبث أن ينهار .. عند هبوب أول عاصفة من المشكلات والاختلاف الذي لابد منه في مثل هذه العلاقات...ويصبح الطلاق_ذلك الشبح الذي أصبح يهدد معظم البيوت_ ظاهرة اجتماعية في حاجة ماسة وملحة للمعالجة النفسية.
- وفي نهاية قضية اليوم .. كما تعودتم مني .. أنني أقوم بطرح بعض الأسئلة .. وعلى كل من يتفضل بالمرور .. أن يشارك في هذه القضية ويدلي برأيه الشخصي الفعلي .. ويعبر بمنتهى الصراحة عما يراه بشأن هذه القضية.. وإليكم الأسئلة:
- هل الحب وحده يكفي لقيام أسرة مستقرة؟
- هل الظروف الاقتصادية للأسرة تؤثر على علاقة أفرادها بعضهم البعض؟
- هل سيستمر الزواج القائم على المنفعة المادية_خاصةً وأن معظم الشباب عند اختيارهم للفتيات ينظرون إلى وظيفتها ودخلها وحالتها المادية ..إذا لم تكن من أسرة ثرية_ ؟
- من وجهة نظرك ..ما هي الأسباب وراء ارتفاع معدلات الطلاق بين الشباب؟
- ما هي الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة التي بدأت تستشري بشدة في المجتمع؟
- ما هي الأسباب الحقيقية لزواج المنفعة أو المصلحة؟ وهل سيدوم هذا الزواج؟
وفي نهاية هذه القضية الجديدة.. أرجو أن تعبروا عن آرائكم بكل صدق وصراحة..